منتدى قبيله ال باقطمي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي قبلي عام ثقافي


    تركتكم على المحجة البيضاء

    avatar
    ابوزايد الميدعي


    المساهمات : 28
    تاريخ التسجيل : 04/06/2010
    العمر : 33

    تركتكم على المحجة البيضاء Empty تركتكم على المحجة البيضاء

    مُساهمة  ابوزايد الميدعي السبت يونيو 05, 2010 9:22 pm

    [size=24]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    الخلاف بين أهل السنة وأهل الشيعة خلاف عقيم لا يمكن حله الا بالوثوق بالعلم وأهله ، فالله تعالى أتم دينه بالحق والعدل وعلى العلماء الربانيين سنة وشيعة أن يتقوا الله ويبينوا الحق للناس دون غلو أو باطل ، وعلى هذا الأساس يجب تأسيس هيأة عالمية عليا تضم علماء ربانيين سنة وشيعة للتقريب والتوفيق بين أهل القبلة ، وما كان حقا وعلما تحقق وما كان ملابسة وباطلا نبذ .

    وليس الأمر كما يقوله البعض من العلماء والدعاة بأن هذا التقريب يعد باطلا ، بل يجب وضع أسس هذا التقريب بكل علمية وحكمة ولا بد من الرضوخ للحق ونبذ الباطل بالعلم ولا يجب اتهام كل من يسعى الى التوفيق والتقريب بالباطل فكم من المساعي الخيرة والحميدة تحمل علما يتم اقبارها دون تدبر معالمها الحقة كما يجب وضع أسس علم التقريب .


    وانطلاقاً من الشريعة الإسلامية السمحة نصوصاً ومقاصد وأصولاً وفروعاً وتطبيقات بنماذج تاريخية - وليس الخلاف كالاختلاف -

    يقول العلامة ابن القيم : فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباس والتحري وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية لأنه إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريقة المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة (الصواعق المرسلة ج 2 ص 519 ) .

    وليعلم الناس أنهم الى الله مرجعهم فينبئهم بأعمالهم ، ومهما عمل العاملون واجتهد المجتهدون في تأويل ما خفي عنهم من آيات وهم يعلمون أن الهداية من الله تعالى ويجتهدون بما أوتوا من علم وهدى وتقى تبيينا للناس ، فسيبقى علمهم له درجة من الدرجات فيذعنوا للحق ويعلموا أن فوق كل ذي علم عليم ، وأن هناك نسبية وغاية محكمة مودعة بحكمة ، والمراد منها والله أعلم تمحيص قلوب الله لعباده ودرجة ، واختبارا لهم ولتقاهم وتصديقهم .

    وأن العلم لله ، وتأويله علمه ومرده الى الله ، فيكون بذلك هذا الاختلاف المتباين في المشرب والتقوى سنة ماضية حكيمة وهداية الى الحق المبين فكانت بذلك التفاسير المختلفة التي لها أثر طيب في الايمان وهداية الأمة ، ولكل مشربهم فعلى درجة العلم والايمان والتصديق والتقوى يكون فهم الخطاب ، والله سبحانه هو الخبير العليم .

    وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول : "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه" ( إعلام الموقعين).


    ونحن بحمد الله أمة واحدة ندعو الى التقريب والتوفيق بين المسلمين
    ومن منا لا يعرف فضل علماء آل البيت وفضائل آل البيت والكساء والدوحة الزكية .

    فهذا الباقر من آل البيت الطاهرين كان ناسكا عابدا ذاكرا خاشعا ورعا تقيا
    قال فيه العطار : هو حجة أهل المعاملات وبرهان أرباب المشاهدات صاحب الظاهر والباطن
    مما قاله رضي الله عنه : لو أن باكيا بكى في أمة لحرم الله تلك الأمة على النار
    ومما قاله رضي الله عنه : أبلغوا أهل الكوفة اني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر وقال رضي الله عنه : من لا يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة .

    وسألوه هل بين الجبر والعذر منزلة ثالثة ؟ قال نعم أوسع مما بين الأرض والسماء .

    ونحن أهل المغرب كنا السباقين في نصرة آل البيت الطاهرين في ساعة العسرة نصرة للدين والحق لما وفدوا من المشرق ونحن سنة مالكيون ، وأسسوا أعظم دولة هي الدولة الادريسية بعد نصرتهم، وسنظل نحب آل بيته الطاهرين حتى يرث الله الأرض ومن عليها رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين .

    ونصيحة للفريقين : من السنة والشيعة أن يحرصوا على نقل الأقوال التي من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وأن تقرب ولا تباعد، وأن تزرع المحبة لا الأحقاد ولا البغضاء؛ فإنها هي الحالقة، لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين.
    ومن مبادئ الحوار الإسلامي الإسلامي أن يصارح بعضنا بعضا بالمشاكل القائمة، والمسائل المعلقة، والعوائق المانعة، ومحاولة التغلب عليها بالحكمة والتدرج والتعاون المفروض شرعا بين المسلمين بعضهم بعضا.
    فليس من الحكمة أن نخفي كل شيء، أو نسكت عنه، أو نؤجله وندعه معلقا دون أن نجرؤ على إثارته أو الكلام فيه؛ فهذا لا يحل مشكلة، ولا يقدم علاجا، أو يقرب بين الفريقين خطوة واحدة ، ونعمل الى احقاق الحق والركون اليه والاعتصام بحبل الله المتين ونبذ الفرقة .
    ومن أبرز مظاهر الغلو الذي يجب أن يُجتنب: السقوط في هاوية (التكفير). وهو أمر خطير، تترتب عليه آثار هائلة؛ لأن مقتضى الحكم بالكفر على انسان مسلم واخراجه من الملة شيء عظيم عند الله وقد تترتب عنه مهالك .

    يقول الله تبارك و تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات: 10).
    ولقد أمرنا رسول الله بالتسديد والمقاربة وعدم الغلو ..
    فاالله عز وجل له الأمر من قبل ومن بعد ، وهذا الخلاف في أسس العقيدة لهو مذموم و أكبر من الاختلاف المرحوم ، وهو مذموم وله عواقب غير محمودة في الدنيا والآخرة ، وهو سبحانه أكمل لنا الدين وأتمه ودعانا سبحانه بقوله تعالى ( فأجمعوا أمركم )الآية ..

    ففي المجتمعات الايمانية يجب على المؤمنين تقديم المصلحة العامة والحرص عليها ، وفي مجتمعاتنا نحن نتعامل مع الجميع من مذاهب مختلفة وديانات مختلفة ... وكمؤمنين يجب علينا أن نتبع الخلق الاسلامي في تعاملنا مع الجميع .
    فكلنا مسلمون اخوة والسعي الى الاصلاح واجب وفرض كفاية على كل مسلم ، ولابد من استبيان الحق ، والسعي الى الاصلاح يعد من صميم الدين دون غلو أو تقليد ولا بد من أخذ العلم من مواثيقه عن بينة واستبصار بالحق..
    ولقد سعا بعض المسلمين الذين لهم الأجر الطيب مع الله تعالى الى التوفيق بين الاخوة المسلمين فكتاب ( العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) للسيد العلامة / محمد بن عقيل ليعد مفخرة للمسلمين ، والخير كله في قول الحق والصفح والتسامح والعفو ، وما كانت دعوة الاسلام السمحة تؤخذ تنفيرا ،والخير كل الخير في العلم والرسوخ فيه ، وبناء قيم سمحة بعيدة كل البعد عن أي غلو أو استكبار في الأرض بغير حق أو جهل أو تنطع فالدين لله تعالى وغاية الدين تهذيب الخلق ، والعلم والغلو يتعارضان بقوة ولابد من تبيان الحقائق والأخذ بها من معينها وخير مثال وأوفى سنة الرسول الذي كان يخفظ جناحه للمؤمنين ويسعى الى ترسيخ الرحمة في قلوب المؤمنين وخير المؤمنين الرحماء.
    ولابد من الوثوق بأهل العلم في هذا الشأن و اننا سنسأل يوم القيامة ..
    ومما ورد في هذا الكتاب..
    وقد زالت ـ ولله الحمد ـ الموانع عن إظهار الحق فلم يبق عذر في إخفائه للعالم به فكتبت هذه الأوراق لتكون تذكرة لي ولأمثالي وسميتها : ( العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل )
    واشترط على كل من يقف عليها أن يفحص ما أنقله وما أقوله فيها ويعرضه قبل اعتقاده والعمل به على محكم كتاب الله جل جلاله وعلى صحيح سنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم يقبل من ذلك ما شهدا له بالصحبة وينبذ غيره وليعذرني العالم الخبير في التقصير الكثير فإني مقر ومعترف بقلة البضاعة وكثرة الإضاعة وبأني طفيلي في هذه الصناعة ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
    ويشتمل هذا الكتاب على مقدمة وستة أبواب وتكميل وخاتمة ففي المقدمة نرد توثيقهم الناصبي غالباً وتوهينهم الشيعي مطلقاً ونوضح بطلان ما اعتمدوه من ذلك وفي الأبواب نذكر نموذجاً مما أوردوه من جرحهم بعض أئمة أهل البيت الطاهر وأتباعهم وما يقابل ذلك من تعديلهم أعداء آل بيت النبي وأذنابهم مع نكات تذكر استطرادا وفي التكميل نذكر شيئاً مما قالوه فيمن عادى أو ذم بعض من يجلونه وفي الخاتمة نعتذر لبعض من تقدم في أخذهم بالتقية .
    ولم أقصد بما أورده في هذه الوريقات ترجمة من أذكرهم أو التعريف بهم وذكر ما لهم وعليهم فلذلك لم أذكر هنا كل ما ذكروه عنهم ولم أبين نتيجة لذلك الجرح وصحته أو بطلانه أو الاختلاف في ذلك فمن أراد هذا فليطلبه من مظانه وما قصدي إلا تنبيه الغافل وتذكير العاقل ليتولى بنفسه تدقيق البحث عن حال من يريد أن يجعل روايته حجة فيما يدين به ربه جل وعلا ويرتضيه أمام يوم المدعى كل أناس بإمامهم ولا يكون كالأعمى تتقاذفه الأهواء الذي يحتقب دينه الرجال.
    وواجب على المسلمين في خضم هذه التحديات المعاصرة أن يسعوا الى بناء أسس ثقافية مشتركة وتطوير الدراسات الاسلامية وكتابة التاريخ الاسلامي كتابة دقيقة محايدة ، والسعي الى تحرير الأفكار وبناء الانسان والمجتمع وفق أسس علمية وأخلاقية عن بينة واستبصار ، وكذا مواكبة التشجيع العلمي والمعرفي مع احترام التنوع والاختلاف والتباين باختلاف التنوع الثقافي وايماننا القوي بتداخل الثقافات مع اختلاف المشارب ، فكل مشاركة تكون فيها التعددية المنهجية قد تأتي بآثار ايجابية في تقدم الأمة و تساعد على بناء أصول محكمة ، ساعين بحكمة واستبصار الى تحديد غايات مشتركة واضحة ووضع أسس منهجية في دراسة التاريخ الاسلامي ، كما يلزم التوفيق في مناهج البحث في الجرح والتعديل والفقه وأصوله ، و التدقيق في علم المصطلحات وبنائيات اللغات الأجنبية والترجمة لنقل الصورة أوضح ومواكبة دراسة الأبعاد في الاختلافات العلمية العالمية والثقافية والدينية والقومية وتصحيحها وفق قيمنا الحنيفة.
    واذا استمر هذا الخلاف.. فعند ربكم تختصمون ، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله غالب على أمره ، واليه المآل والمرجع ، وهو سبحانه سيحكم بين عباده بالحق ..
    ولا بد من التوفيق بين المسلمين والدين عند الله واحد والله تعالى أتم دينه ، ولابد من تصحيح البصائروتهذيبها ولم شمل الأمة ، وتضميد هذا الجرح الغائر في جسد الأمة ، والله عز وجل يشهد أننا لا ندعو الا الى الحق وتثبيت الحق بالكلمة الصادقة التي وزنها و شأنها عظيم عند الله والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
    ألا يجب أن نسعى الى التسديد والمقاربة ونسعى لنصرة الدين عن بينة واستبصار، ألا تروا معي أخوة الايمان أن الصحابة رضوان الله عليهم وكلهم عدول مبشرون بالجنة وكل منهم كان له موقف في هذا الخلاف التأويل - والخلافة وهناك من الصحابة رضوان الله عليهم وقف موقف الحياد ، ألا نسعى الى التقريب في أمة هي خير أمة أخرجت للناس فمن كان ضالا هديناه ، ومن كان مبتدعا بينا له بدعته ، ومن كان مغاليا نبهناه وبصرناه ، و الحق يعلو ولا يعلى عليه والاصلاح بين المسلمين واجب لأن الخلاف حدث بعد أن أتم الله تعالى دينه ، ومقتل الامام الحسين عليه السلام كان وصمة عار في جبين الأمة وما حدث من مظالم رهيبة في أزمان مختلفة كان له أثره في الأمة ، لكن الحق بين وما يسعى المسلمون اليه هو الحق وتتبيثه بالعلم الراسخ والكلمة الصادقة ، وجعل كلمة الله هي العليا ونحن نؤمن بقضاء الله خيره وشره ، والدين عند الله واحد وأئمة آل البيت رضي الله عنهم والصحابة المكرمين رضي الله عنهم لهم مكانتهم لدى المسلمين فعلى أي شيء نفترق والله عز وجل يدعونا الى الائتلاف والتراحم والحق وعدم الفرقة والحق يعلو ولا يعلى عليه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 10:46 pm